يواجه الكثير من أصحاب الشركات العديد من المشكلات في أثناء شحن البضائع الخاصة بهم، مما يؤثر على تجارتهم وأرباحهم بصورة ملحوظة، بل وقد يفكّر بعضهم في التنازل عن المشروع تمامًا للتخلص من هذه المشكلات التي قد تفوق قدرته على التعامل معها، أو على الأقل تجعل المشروع مجرد عبئ، وتُفقده جدواه التي أُنشئ المشروع من أجلها، ألا وهي جني الأرباح..
فيما يلي نبرز لكم أهم المشكلات التي قد يتعرض لها البعض في أثناء عملية نقل البضائع.
مشكلاتٌ قد تمنعك عن استمرار مشروعك التجاري
في بداية تخطيطك لأي مشروع قد تظن أن الأمر في غاية السهولة، فقط كل ما تحتاج إليه هو مصدر تجلب منه البضائع التي ترغب في بيعها، ودراسة السوق جيدًا حتى تعرف أهم المستفيدين منه، وتبدأ في بيع بضاعتك وجني الأرباح. أو إذا كان البضائع عبارة عن إنتاج خاصٍ من مصنعك، فكل ما ستفكر فيه هو طريقة توزيع هذه البضائع وتوصيلها إلى كافّة المستفيدين، سواءٌ كان ذلك محلّيًا أو دوليًا.
ولكن ما قد تغفل عنه، أو لا تضعه في حسبانك في أثناء التخطيط للمشروع هي وسائل شحن البضائع، سواء التي تستوردها أو التي ترغب في بيعها محليًا أو توريدها للدول المجاورة.. وفيما يلي نوضّح لكم أبرز المشكلات التي قد تواجهك في أثناء شحنك للبضائع المختلفة..
· التكلفة المرتفعة وغير المتوقّعة
بدأت مشروعك، وخططت لحجم الإنتاج الذي ترغب في بيعه أو حجم البضاعة التي ترغب في استيرادها من الخارج، ووضعت في الحسبان تكلفة التشغيل وأجور العاملين على هذا المشروع، وفي النهاية توقّعت هامش الربح الذي ستحصل عليه من هذا المشروع التجاري.. ولكن مهلًا، قد نسيت أمرًا في غاية الأهمية، ربما يؤثر على هامش ربحك بصورة لا تتوقعها.
تختلف وسائل الشحن حسب نوع البضاعة التي ترغب في نقلها من مكان إلى مكان، وحسب المسافة بين هذين المكانين، وبالتالي تختلف تكلفة كل وسيلة من هذه الوسائل. وإذا تحدّثنا عن النقل البري كأهم وأشهر الطرق المعتمدة في شحن البضائع، فإن تكلفته أيضًا تتفاوت تفاوتًا كبيرًا.
فربما بسبب خطأ بسيط في حساب مقدار الحمولة المنقولة في سيارات الشحن قد تلجأ إلى استخدام سيارتي نقل بدلًا من سيارة واحدة، بعد أن تكون حسبت تكلفة المشروع وهامش الربح بناءًا على أنك ستحتاج سيارةً واحدة، وهو ما سيزيد من التكلفة الإجمالية للمشروع ويقلل من هامش الربح الخاص بك.
· تأخر تسليم البضائع عن الموعد المُحدد
من المشكلات التي قد لا يكون لصاحب المشروع أي دخلٍ فيها هي تأخر شركات الشحن في توصيل البضائع، إما لظروف خارجة عن إرادتهم، كمشكلات الطرق وسوء الأحوال الجوية -مثلًا-، أو بإرادتهم لكونهم يهتمون بتقديم الجودة المطلوبة لخدماتهم، ولا يهتمون إلا بجني الأرباح من أصحاب المشاريع.
ومن المعروف أن عدم وصول البضائع في موعدها المُحدد يعني تأخر بيعها أيضًا، وبالتالي لن يكون هناك سيولة كافية لاستمرار المشروع.. فتأخر بيع البضائع يعني حبس رأس مال المشروع!
· مواجهة صعوبة في دفع الأموال أو استلامها من شركة الشحن
ما زالت بعض شركات الشحن تتعامل نقدًا فقط، ولا تعتمد تمامًا على وسائل الدفع الإلكتروني، مما يصعب عملية دفع واستلام الأموال على الكثير من أصحاب المشاريع ومن يرغب في نقل وشحن البضائع.
وبسبب التشديدات على التعاملات المالية في البلاد، فقد يصعب عليك تداول المبالغ المالية الكبيرة، بل إن ذلك قد يعرضّك للمساءلة القانونية في بعض الأحوال.
· حدوث تلفيات في البضائع
إن اللوجستيات ومجال نقل وشحن البضائع ليس بالأمر الهيّن، فالبعض قد يظن أن عملية نقل البضائع ما هي إلا استلام للسلع والبضائع وتغليفها جيدًا ومن ثم وضعها في أي شاحنة نقل لتسير بعد ذلك إلى وجهتها.
ولكن يجهله الكثير هو أن لكل بضاعة طريقة ووسيلة معينة لنقلها عبر الطرق، وخاصّة الطرق البرّية الصحراوية، فإذا كانت المنقولات عبارة عن سلع غذائية أو دوائية أو إلكترونيات فغالبًا ما ستحتاج إلى ظروف نقل خاصة، تتضمن حاوية تبريد أو تجميد -إذا لزم الأمر- حتى لا تتلف هذه السلع لعدم تحمّلها لدرجات الحرارة المرتفعة والمسافات الطويلة.
وقد تتعرض البضائع للتلف أيضًا نتيجة زيادة الحمولة عن القدر المسموح به في الشاحنة، مما يتسبب في تكدّسها وتعرضها لبعض الأضرار.. وعلى أقل تقدير ستؤثر الحمولة الزائدة سلبًا على الشاحنة الناقلة للبضائع.
· تعدد الخيارات المتاحة للنقل.. وعدم معرفة أيها الأفضل
في الآونة الأخيرة دخلت الكثير من الشركات في مجال النقل اللوجستي، وبالطبع لم تكن كل هذه الشركات على مستوىً واحد، بل منها ما يهتم أولًا بالعميل، ويبحث عن كافّة الطرق التي تجذبه وتوفّر له أفضل تعامل وأحسن خدمة.. ومنها ما لا يهتم إلا بتقديم العروض الوهمية التي ليس لها أي مردود حقيقي على أرض الواقع.
وبالتالي يقع العملاء وأصحاب المشاريع في حيرة شديدة، وربما يقعون فريسة لإحدى هذه الشركات التي لا تهتم إلا بالحصول على أكبر قاعدة عملاء ممكنة، دون تقديم خدمات حقيقية تهدف إلى الحفاظ على هؤلاء العملاء.. فيما يعرف بالربح السريع “اكسب الآن.. ودع المستقبل للمستقبل”.
تُسبب هذه الظاهرة أكبر مشكلة لأصحاب المشاريع الذين يرغبون في نقل بضائعهم، بل وربما يفقد أحدهم الثقة في جميع شركات الشحن، وفي النهاية يلجأ إلى تصفية مشروعه تجنّبًا للخسائر المتوقّعة.
· عدم القدرة على تتبع شحنتك
إن معرفتك لمكان شحنتك الحالي يوفّر لك شعور الأمان بشأن البضائع المنقولة، ويساعدك في طمأنة عملائك بشأن الموعد المتوقّع لوصول المنتج النهائي إليهم. وقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة في ذلك كثيرًا، حيث توفّرت خاصية الـ GPS التي تُحدد مكان الشاحنة بالضبط، وتعتمد عليها الكثير من شركات الشحن اللوجستي.
ولكن قد تواجه مشكلة عدم القدرة على تتبع شحنتك عند تعاملك مع إحدى شركات النقل المغمورة، أو التعامل مع “الأفراد” الذين يقدمون خدمة الشحن، بل وربما يزيد الأمر على ذلك بعدم قدرتك على التواصل مع المسؤول عن توصيل الشحنة إذا حدث تأخير ما، أو كان هناك تغيير ترغب في تبليغه به.
· عدم توفّر نوع الشاحنة المناسب لبضاعتك
تعتمد طرق النقل البري على العديد من أنواع الشاحنات، كل منها له حمولة مختلفة، وشكل مختلف لملائمة كافّة أنواع البضائع.
وقد تقع في مشكلة عدم توفّر نوع شاحنة مناسب لبضاعتك إذا لم تكن مستعدًا لذلك من قبل، أو لم تقم بالاتفاق مع إحدى شركات الشحن أو الأفراد المستقلين، مما قد يضطرك لاستخدام شاحنة غير ملائمة لنوع البضاعة الخاصة بك -كأن تعتمد على شاحنة تقليدية لنقل سلع غذائية، بدلًا من شاحنة التجميد أو التبريد الخاصة بنقل مثل هذا النوع من البضائع-، وبالتالي احتمالية تعرض بضاعتك للتلف.
ويمكنك الاطلاع على المزيد من التفاصيل بشأن أنواع شاحنات نقل البضائع المختلفة من خلال زيارة مدونة موقع “دويرا“.. المنصة الأفضل لخدمات النقل والشحن البري واللوجستيات، كما يمكنك الاطلاع على مقال “نصائح لتفادي مشكلات الشحن البري” لمعرفة حلول المشكلات التي ذكرناها في مقالنا هذا.